الإبداع … ضالّةُ الجميع ✨

لأن الأفكار عزيزة، وبُلوغها مَطلَبٌ صعب، يَشُقُّ على مُعظم الناس، أُهديكَ مِنّي هذه الطُرُق الثلاث، التي استخدمتها شخصيًّا لأبدو مُبدِعاً

كثيرًا ما نسمع عن «كاتب محتوى إبداعي» ، «المدير الإبداعي 😅» ، «الجهة الفلانية مبدعة» ، «كاتب إعلانات إبداعية» إلخ..

لذلك فإن سؤال المليون هو …🤑
ما هو هذا الإبداع الذي يَنشُدُه الجميع؟ وأنّى لنا الوصول إليه؟ لكي نكون نحن أيضًا مبدعين في عصر الذكاء الإصطناعي. 🤖
يُفَرِّقُ باسم جفّال بين الإبداع، الابتكار، والاختراع ليعرّف كل واحد منهم بالشكل التالي:

الابتكار: أي شيء جديد، يُضيف قيمة
أما الاختراع: فليس شرطًا فيه القيمة، المهم أن يكون شيئًا جديداً
والإبداع: هو القدرة على توليد أفكار جديدة

أخيرًا وجدنا ضالّتنا، هذا هو الإبداع الذي يتحدث عنه الجميع، قدرتك على توليد أفكار جديدة. ولكن لحظة، الأفكار لا تنهال علينا من السماء، بل هناك هيئات دولية لحماية الملكيات الفكرية!!

ولا تنسَ هذه الدراسة المرعبة من شركة «ناسا» التي خَلُصَت إلى أنَّ إبداع الأطفال في سن 5 سنوات كانت نسبته 98%، وقد تضاءل ليصل إلى 30% في عُمر10 سنوات، حتى وصل إلى 2% في عُمر 31 سنة 🤯

لأن الأفكار عزيزة، وبُلوغها مَطلَبٌ صعب، يَشُقُّ على مُعظم الناس، أُهديكَ مِنّي هذه الطُرُق الثلاث، التي استخدمتها شخصيًّا لأُصبح لأبدو مُبدِعاً:

١. المشي بعد الاطّلاع


إن كان الإبداع هو القدرة على توليد أفكار جديدة، فإن هذه الأفكار بطبيعة الحال، لا تَتَأتّى من العدم، وإنما غالبًا تكون نِتَاج دَمجِ ، أو جمعِ أمورٍ من مجالات مختلفة.

لذلك أحرص أيها الساعي نحو الإبداع، على أن تكون دائم الإطلاع، من خلال القراءة، والاستماع للكتب الصوتية، متابعة المحاضرات، وحلقات البودكاست، لتتأكد أن لدى دماغك مخزونًا من الأفكار، التي يستطيع دمجها ليُهديك الإبداع الذي تنشده.

ولكن لحظة، لا ينتهي الأمر بمجرد إطلاعك، ولكنك لابد لك أن تمارس رياضة المشي. نعم مجرد المشي، سواء في مكان مفتوح أو مغلق، في الشارع أو على جهاز المشي، كلها تزيد من إبداعك بنسبة تصل إلى 60% حسب جامعة ستانفورد. 

تحية لوالدتي التي كلما رأتني أتجوَّل في البيت، عَلِمت أن هناك ما يَشغَلُ بالي. 🫡

٢. جَمعُ الأضداد

أُشير هنا إلى حالة خاصة من حالات جَمعِ الأمور المختلفة بعضها مع بعض، وهي جمع أمور في أصلها متضادّة، لا تَجتمع في الأحوال العاديّة، ولكن لأنك مُبدع، فأنت تُحرِّك عصاك السحرية وتدمج بينها، لتخرج بنتيجةٍ لم يسبقكَ إليها أحد.

ومن الجدير بالذكر هنا، أنك في حال كنت تعمل ضمن مؤسسة أو فريق، فلا تنس إضافة «المرجع البصري – الريفرنس» ليستطيع من حولك مجاراة إبداعك وفهم مقصدك بشكل دقيق. أو بعبارة أبسط «اسرق بفن» 🙃
أترك لك بعض الأمثلة عن هذه الفكرة، لأن «بالمثال يَتَّضِحُ المقال»

  • عادة التطوع: أثناء العمل، كانت هناك فقرة سيلقيها الدكتور عبدالله العلاوي في عُمان، أعددت محتواها مسبقًا وتبقى العنوان الجاذب للجمهور. الفقرة متعلقة بالتطوع، والعنوان يجب أن يكون قصيرًا بطبيعة الحال، وهنا تذكرت أمرًا، أن التطوع هو فعلٌ نادر، لا يتطوع أيُّ أحدٍ منا أسبوعيًّا بل نتطوع غالبًا في رمضان، أو مواسم الخير.
    وعلى النقيض يُعرف الدكتور باهتمامه بمحتوى العادات، وهي أفعال نقوم بها بصورة يومية. ومن هنا وُلد عنوان « عادة التطوع »
  • مجمع البحرين: مقال كتبه صديقي سليم المبرمج المولع بالأدب. «أنصح بقراءته وبشدّة»
  • كتاب علي عبدال القادم: في هذه اللحظة كان يُفكر «علي» مع أحد «كُتّاب الظل» عن عنوانٍ لكتابه القادم، انطلاقًا من عنوان كتابه المنشور والمشهور بالفعل «الإنتاجية الممتعة» (Feel-Good Productivity) ، ليفكر قليلًا بأمور تتناقض مع مفهوم المتعة وقريبة من الإنتاجية في نفس الوقت. لتتجلى أمامنا لحظة الإبداع، ويكون عنوان الكتاب القادم «الانضباط الممتع» (Feel-Good Discipline)

٣. الملل حدّ التساؤل 

تركت الأفضل للنهاية، لعلَّه يصل إلى أكثر الناس اهتمامًا بإكمال التدوينة، فتكون لهم مَيّزةٌ على غيرهم، ويبقى عالقًا في الأذهان فلا يُنسى.
الملل، والتركيز، وصفاء الذهن، كلها حالات ذهنية سَرَقتها مِنّا مواقع التواصل الاجتماعي، ووتيرة الحياة السريعة. لذلك يمكن القول بكل ثقة، وبكثير من الدراسات العلمية أنك لن تبلغ الإبداعَ حتى تلعق المللا .

تكمن قوة الملل في أنه يدفعك للتساؤل، والتفكير بسؤال «لماذا – سؤال الفلاسفة» للبحث عن العِليّة والأسباب. أو التساؤل حول «الكيفية» التي تجري بها الأمور حولنا. المهم أن تترك لعقلك فرصةً لكي يَمَلَّ قليلًا فيُبدع.


اقتباس

سلِ اللهَ عَقلاً نافِعاً واستَعِذْ بهِ
منَ الجَهلِ تَسأَلْ خَيرَ مُعْطٍ لِسائلِ

فبالعَقلِ تُستوفى الفضائلُ كُلُّها
كَما الجَهلُ مُستَوفٍ جميعَ الرَّذائلِ “

إذا راقت لك كتاباتي، أَهْدِها لمن تُحب 💝

تدوينات سابقة