هل مررت به…؟ ذلك العمل الذي تمنّيتَ لو أنّك صاحِبه..
تلك الأبيات التي تمنّيتَ لو أنّك مَن نَظَمها…؟
ذلك التصميم الذي تمنّيتَ لو أنّك من أعدّه..؟ 🎨🖌️
تلك اللوحة التي تمنّيتَ لو أنّك من رسمها..؟ 🖼️
تلك المقالة التي تَمنّيتَ لو أنّك من كتبها..؟ ✍🏻
هل مررت به؟ كيف كان شعورك؟ عن نفسي، أملك هذه الصفة التي يُسمِّيها من حولي «الغيرة الإيّجابية» .
عندما أجد شخصاً أفضل منّي في مجالٍ ما، تتوقّد في صدري نار الحماسة نحو التغيير، والسعي نحو التطور. تلك الرغبة المُلِحّة في أن أُصبح مثله، بل ربما أتجاوزه، فأتَفوّق عليه في صَنعتِه.
لا أتمنّى زوال النعمة عنه بالطبع فهذا هو «الحسد»، وإنّما أسعى لتطوير نفسي ما استطعت، ولعلَّ منبع هذه الرغبة هي مشاعر «الغِبطة».
على أيّة حال، وبصفتي كاتب لفيديوهات يوتيوب، ومستهلك نَهم لمحتواه، أترُك لكم قائمة بخمسة فيديوهات، تمنّيتُ لو أنني من كتبها، وأَعِدُ نفسي وإيّاكم أن أُشارك في المستقبل في صناعة فيديوهات أروع منها بإذن الله. 🤲🏻
- فيديو التعليم الذاتي بجُزأَيه النظري + العملي:
عندما كنتُ أُسأل عن التخصص الذي أود دراسته، كنت أفكر في الطب والهندسة، وأقارن بينهما. ليخبرني أحد المُقربين، أن الأطباء يمضون حياتهم كلّها في التعلم ومتابعة آخر تطورات الطب. شعرت وقتها بنفور شديد، فهشام المراهق في الثانوية يكره «التعليم» وإن كانت درجاتي تقول عكس ذلك. في تلك الفترة المفصلية من حياتي ظهر أمامي هذا المقطع، ليُخبرني بأهمية التعلّم الذاتي. المقطع دسم، ولا يمكن هضمه في جلسة واحدة، والكلام الذي فيه استَشعِرُهُ بشكل شبه يومي. أترُكُ لك هذا الكنز، ولا تنسَ متابعة بقيّة مقاطع القناة، فمعظمها مُلهمٌ للغاية. ✨ - خطاب تخرُّج طلاب جامعة MIT – دفعة 2023:
مهندس ميكانيكِيّ عَمِلَ سابقاً في «ناسا» و«أبل» ، يُلقي خطاباً في جامعة MIT (أفضل جامعة تدرّس الهندسة في العالم) ، ويُعطي فيه نصائح خالدة للخرّيجين في زمنٍ «التغيير فيه هو الثابت الوحيد» . لامسني الخطاب والتشبيهات وحس الفكاهة فيه منذ كنت في سنتي الأولى في الجامعة. وها أنا اليوم أعيدُ مشاهدته وأنا على أعتاب التَخرّج بنفس الدهشة والانبهار. إذا كنت لا تُجيد الإنقليزية، توجد ترجمة مرافقة جيّدة، ولا أنصح بالاستماع للدبلجة أبداً فهي تقتل روح المقطع!! 🙅🏻♂️ - فن الإضاءة – محمد إحسان:
«أي أحمق بإمكانه تعقيد الأمور، ولكن العباقرة وحدهم بإمكانهم تبسيط المفاهيم» – اقتباس
التصوير ضرورة في أيّامنا الحاليّة، وتَعَلُّم مبادئ الإضاءة هو الأساس في تكوين صورة جميلة. هذا المقطع يبسّط هذه المفاهيم، ويشرحها بالصوت والصورة، لدرجة تجعلني أتمنّى أن جميع المعلمين والشارِحِين يتبعون نَهج محمد إحسان في تقديم المعلومات بصريّاً. (لا داعي للقول بأن معظم مقاطع القناة مفيدة ومُشبعة بصريّاً) 👁️
*ملاحظة: جميع الإحالات هنا لأشخاص أذكرهم أوّل مرة في مدونتي، تجنّباً للتكرار والملل. - مفارقة النجاح:
في إحدى التجارب، طُلب من المشاركين التفكير بأحدث سعيدة حصلت لهم مؤخّرًا، ثم طُلِب من مجموعة من المشاركين تعداد قائمة بصفاتهم الشخصية التي ساهمت في وقوع هذا الحدث الإيجابيّ. (مثال: حصلت على ترقية في العمل لأني عملت بجد في الشهر الماضي / لأني شاهدت الدورة الفلانيّة إلخ..) 💪🏻
ثم طُلِب من مجموعة ثانيّة تعداد قائمة بظروف خارِجَة عن تحكّمهم ساهمت في وقوع هذا الحدث الإيجابيّ. (مثال: حصلت على ترقية في العمل لأن اقتصاد الدولة يتحسن / لأن مديري إنسان جيّد إلخ..)
ثم طُلِب من المجموعة الثالثة (المجموعة الضابطة للتجربة) تعداد قائمة بأسباب عامة لوقوع الحدث الجيّد.
في بداية التجربة، تم إعطاء جميع المشاركين مبلغاً من المال، وفي نهايتها، سُئِلَ المشاركون عن رغبتهم في التبرع بهذا المال، لصالح جمعيات خيرية. 💰
وجدت نتائج التجربة، أن الأفراد الذين قاموا بتعداد أسباب مُتعلّقة بشخصهم (أفراد المجموعة الأولى) كانت نَزعَتُهم نحو الخير أقل بنسبة 25% من أفراد المجموعة الثانيّة (الذين قاموا بتَعداد ظروف خارجيّة)
هذه تجربة واحدة فقط، من عِدّة تجارب تُذكر في المقطع، لتُبيّن للمشاهد أثر الظروف الخارجيّة (توفيق الله عز وجل) في نجاحنا. ولكن من المفيد الاعتقاد بأن كل ما يحدث لنا هو تحت تحكّمنا لنبذل قُصارى جهدِنا، بينما في الواقع للحظ (رعاية الله لنا) دور كبير إحصائيّاً لا يُمكن نُكرانه. 📊
تُلخِّص هذه الصورة المفهوم بشكل جيّد، ولكن المقطع يُعمّق مفهومَيّ التوكّل والتواكل في النفس بأدلّة وتجارب عِلميّة.
- قوة الإرادة – علي محمد علي + تصحيح بسيط:
إذا قمتَ يوماً بكسر النظام الغذائي الذي تتَّبعه ليلاً، أو لاحظت أن فلاناً قادر على النجاح في عدّة جوانب من الحياة دون التقصير في جوانب أخرى، فالعامل المشترك هنا هو قوّة الإرادة. كعادتي أترك الأفضل للنهاية، وكالعادة أيضاً جميع مقاطع القناة تستحق المشاهدة عدّة مرات، لأنها وجبات فكريّة دسمة تستحق وقتك.
أخيراً، شاركني أنت عبر هذا الرابط بأعمالٍ راقت لك، لدرجةٍ تمنّيت معها لو أنك صاحبها 🤩
اقتباس
” إِنَّ الْجَمَالَ لَفِي الْفُؤَادِ وَإِنَّما
خَفِيَ الصَّوَابُ لأَنَّهُ لا يَظْهَرُ
فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ مَا تَعِيشُ بِذِكْرِهِ
فَالْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا حَدِيثٌ يُذْكَرُ “
